بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
انسان دمرته الاحزان | ||||
سوسو | ||||
حبك اقوا من النسيان | ||||
lina | ||||
احزان ابو وديع | ||||
الشمس المشرقه | ||||
samaa_taha | ||||
بيكوبيكو | ||||
صمت السنين | ||||
الصمت الجريح |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 137 بتاريخ الإثنين أكتوبر 07, 2024 12:58 am
دخول
الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة السادسة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة السادسة
الرجل ذو اللحية السوداء
الحلقة السادسة
تنفس الأب الصعداء بعد ان رحل المأذون وبدأ يهدأ قليلا
اقترب وائل من سماح التى وقفت ساهمه تماما تراقب أختها من بعيد وقال : ألم يكن من
الأفضل أن نتزوج اليوم قبل أن يرحل المأذون؟ اننى أحسد أختك وزوجها
قالت سماح بضيق : وهل هذه زيجه؟ اسكت اسكت ودع الجرح نائم
وائل بدهشه : لماذا؟ ألم تصر عليه أختك برغم معارضة أبيك ؟ ..ألم تكن تحبه؟
قالت باستنكار : تحبه؟ !!! تحب هذا؟
قال : لا تقولى ان والدك أكرهها . فمثل ساره لا يمكن أن يجبرها أى انسان على فعل شئ
ليست مقتنعه به..فهى لا تفعل الا ما فى عقلها فقط ..دعك من هذا الآن وأجيبينى ألن نتزوج؟
سماح بحزن وبصوت أقرب للبكاء : لا . لن أتزوج أبدا. لقد كرهت الزواج
وائل بذهول : ماذا؟
تركته وذهبت الى ساره وجلست بجانبها على الأريكه وقالت باشفاق : ساره ..هل انت
متأكده أنك ستكونين بخير مع هذا الرجل؟
لم ترد عليها . كانت تتابع أباها باهتمام شديد وهو يسير بجوار على متجهين الى حجرة
المكتب ورأسها يجيش بأفكار كثيره مرعبه وآلام رأسها تزداد ضراوه وقسوه
بمجرد أن أغلق اللواء ابراهيم حجرة مكتبه وبعد أن انصرف وائل ومحمد أخو زوجته
الراحله سأل على مباشرة : ألديك شقه؟
على : نعم . لكنها ليست مجهزه بعد . ولكن فى خلال شهرين يمكن أن...
اللواء ابراهيم : لا .لا شهرين ولا حتى اسبوع.ستأخذها معك الآن
على معترضا بدهشه : ولكنى ..
قاطعه بتوتر قائلا : أعلم أنك لست مستعد الآن . لذلك سأقترح عليك حلا . لدى شقه مفروشه
خاليه فى احدى عماراتى . فلتأخذها حتى تتدبر أمرك
قال على باعتراض : لا أستطيع أن ...
قاطعه ثانية بعصبيه : اسمع . أنا أفهم تماما مبدأك . لن أفرض عليك أى شئ . هذا فقط
وضع مؤقت . ساره لن تبقى فى هذا البيت ليلة واحده . خذها معك وتصرف معها كيفما
شئت . حتى لو أخذتها الى بيت أهلك فلن أعترض ولكنى أفضل الا نزعج والدتك يكفى انها
حرمت من فرحتها بأول أولادها لذلك اقترحت عليك هذا الإقتراح ولك أن تسدد الإيجار كيفما
تشاء أو لا تسدده لن أتكلم فى هذا الأمر ...فقط خذها وارحل
نظر على الى اللواء ابراهيم باستنكار ودهشه عظيمه وهو يتعجب من هذا الرجل الذى يريد
أن يتخلص من ابنته ومشكلاتها بهذه الطريقه
.................................................. .
جلست ساره فى سيارة على وكان صداع رأسها قد هدأ قليلا بفعل المسكن الذى تناولته
وطوال الطريق ولم ينظر أحدهما للآخر والصمت الكئيب يلفهما برداءه حتى توقف على أمام
مول كبير للتسوق وكسر حاجز الصمت بقوله : يمكنك أن تشترى كل ماتحتاجين اليه من
هنا . وأول ما سنشتريه هى الملابس وسأختارها لك بنفسى ..كما اتفقنا
اختار على مجموعه من الملابس الطويله الواسعه والطرح ذات الألوان الهادئه المتناسقه ثم
التفت اليها وسألها : ألن تجربيها لتتأكدى من المقاسات؟
هزت رأسها بالرفض صامته دون أن تنظر اليه
اقتربت البائعه من ساره وقالت لها وهى تبتسم : ان زوجك لديه ذوق رفيع فى اختيار
ملابس السيدات ..قليل من الرجال من لديهم ذلك الذوق
تعجبت ساره وتساءلت فى نفسها : كيف عرفت أننا متزوجين؟
ألقت نظره تلقائيه على الإصبع البنصر ليدها اليسرى ذكرتها انها ليس لديها دبلة زواج
اتجها الى قسم المأكولات وقال على بهدوء : اختارى كل الأطعمه التى تريدينها ولكن..
احذرى من الخنزير فعضته مؤلمه
التفتت اليه باستنكار غاضب لكنها تمالكت نفسها بسرعه وقالت بسخريه: اطمئن. مازال
مكتوب فى بطاقة هويتى مسلمه
ابتسم على وقال بهدوء : أظن أننا قد بدأنا نتعارف لتونا
.............................................
منذ أن دخلا الى بيتهما الجديد وساره تجلس وحيده فى غرفتها تفكر فى المأذق الذى وضعت
نفسها فيه ..وذلك الإرهابى ذو اللحية السوداء وانتقامه المنتظر
انتفضت بشده ونظرت الى باب الحجره بتحفز عندما سمعت صوت طرقات هادئه وصوت
على يقول : ساره .. الطعام جاهز . ألن تأكلى؟
توقعت أن يفتح الباب لكنه لم يفعل
استعادة رباطة جأشها وخرجت الى الصاله فوجدته يجلس الى المائده ينتظرها وقد امتلأت
بالطعام . جلست الى المائده لكنها لم تمد يدها الى شئ . كانت تشعر بتوجس وخوف وغصه فى حلقها
سألها بهدوء : ألن تأكلى؟
هزت رأسها بالنفى فهز كتفيه وقال ببساطه : اذا لم تأكلى فلن آكل
مد يده الى الخبز فانتفضت بشده من حركته المفاجئه فترك الخبز وهز رأسه بضيق وقال
بهدوء : انت خائفه .تنتظرين انتقامى؟
متحفزه لما سيفعله ذلك المهووس المتعصب ذو اللحيه السوداء !
حسنا .. سأنتقم ولكن ليس الآن. ولا غدا فغدا الثلاثاء
مط شفتيه وهو يفكروقال : والأسبوع القادم.... مشغول جدا .. ربما الشهر القادم .. لن
أستطيع أن أخبرك الآن فدفتر مواعيدى فى المكتب
زفرت وظهر على وجهها الضيق وهى تقول : أنت تسخر منى
قال ببساطه : وانت تظنينى مهووس . سادى متعطش للإنتقام منك
لان صوته وهو يقول : لو أردت الإنتقام منك لما تزوجتك فلقد منعنا القائد الأعظم لجماعتنا
من الإنتقام من زوجاتنا أو ايذائهن وأنا أحب أن أطيع قائدى لقد أوصانا بزوجاتنا وقال لنا ..
ان الله جل وعلا يقول : ((وخلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمه)) فهل يعقل أن أنتقم من نفسى؟
تنهد وأسند ذقنه الى كفه وهو يكمل بهدوء : وكيف تتحقق السكينه والموده والرحمه اذا
بدأت حياتى الزوجيه بالإنتقام؟
ثم أننى لست على استعداد أن أخوض معركتين فى وقت واحد معركه فى مجال العمل
ومعركه فى البيت..يكفينى ما ألاقيه من مشكلات فى عملى ..
أردف برجاء : هل تأكلين الآن؟ أم انك تظنين أننى دسست لك سما فى
الطعام؟ ..اطمئنى ..سآكل منه قبلك
لأول مره تنظر اليه فلم تجد فى وجهه نظرة الغل والكراهيه التى كانت تنتظرها بل وجدته
يبتسم لها ويتأمل وجهها
سألته بدهشه بعد أن بدأ الأمن يتسلل الى نفسها : أنت تنظر الى
قال وابتسامته تتسع : عفوا لم أقصد أن أضايقك
قالت : لا لم أتضايق ولكن..
لم تعرف ما تقول فكررت : أنت تنظر الى !
قال ببساطه : نعم . فالقائد الأعظم قال يحق للزوج أن ينظر لزوجته ..كما أنك جميله جدا
قالت والدهشه تملأها : لم أكن أنتظر أن أسمع منك هذا
هم أن يرد لكن قاطعه صوت أذان فى ذلك الوقت المتأخر فنهض وأحضر هاتفهه المحمول
الذى كان يصدع بالأذان . فتحه وتحدث متعمدا بصوت عال : السلام عليكم ياحبيبتى اشتقت
اليك كثيرا .. بالطبع فأنا لا أستطيع الإستغناء عنك أبدا
جلس الى المائده وعلى وجهه ابتسامة سعاده كبيره ورمق ساره بطرف عينه ..كانت
ملامحها تنطق بالضيق
قال : لا لن أستطيع المجئ فالظروف تغيرت الآن ...بالطبع سآتى فى أقرب وقت فأنا لا
أستطيع الإبتعاد عنكى أبدا..سأحاول قدر استطاعتى ..اعتنى بنفسك ..السلام عليكم
أغلق الهاتف ووضعه على المائده
قالت ساره وهى تحاول قدر استطاعتها اخفاء ضيقها : يبدو أن الوضع الجديد سبب لك
ارتباكا فى حياتك الشخصيه ..أو ربما أغضب منك بعض المقربين اليك
أشار الى الموبايل وهو يقول بلا مبالاه : لا . لا . ان من أحبهم لا يغضبون منى ابدا
أدارت وجهها الى الجهة الأخرى وهى تنقر باصبعها على المائده بعصبيه . وألقى على نظره
على المائده وقال وهو ينهض : نسيت أن أحضر الزبادى .فأنا أحب تناول الزبادى على
العشاء
ذهب الى المطبخ وترك الهاتف متعمدا على المائده
انتظرت ساره حتى دخل الى المطبخ وأمسكت بسرعه وفضول الهاتف لتعرف ممن كانت آخر
مكالمه
هل عرفت من هى ضرتك؟
انتفضت بشده عندما أتاها صوته الساخر فى أذنها مباشرة .. جلس الى المائده وهو يبتسم
بمرح ويقول : هل بدأت تغارين؟
قالت وهى تحاول أن تخفى ضيقها : لا شك أنك مستاء تماما مما حدث. أقصد من زواجنا
بهذه الطريقه . أعنى ..لأنك أجبرت على الزواج منى
ترك الطعام والتفت اليها وقال بهدوء وهو يبتسم: ساره .اعلمى أنه مامن انسان يستطيع
اجبارى على فعل شئ لا أريد أن أِفعله .لسبب بسيط
وهو أننى مؤمن تماما أننى محاسب على كل كلمه وكل تصرف يصدر عنى . ولن يتحمل
عاقبة تصرفاتى أمام الله سواى
ومن هذا المنطلق فأنا أحسب حساب كل كلمه أو تصرف ..وأفكر جيدا فى كل قرارقبل أن
أتخذه
واذا حيرنى أمر ما فإننى أترك أمرى كله لله ليختر لى ..وأرضى وأسلم باختياره
نظرت اليه ساره بتعجب وصمت ..لكنه تنهد وقال : والآن ..هل نأكل أم أننى سأبيت الليلة
بدون عشاء؟
بدأت تأكل وبدأ الهدوء يغمرها
سألها فجأه : هل أحضرت هاتفك المحمول
فوجئت بسؤاله الذى ذكرها بهاتفها الذى أغلقته ووضعته فى دولاب ملابسها منذ أسبوع
حتى لا يتصل بها جيف أو أى من زملاءها فى المركز
سألته بعد صمت : لا لم أحضره ..لماذا تسأل؟
هز كتفيه بلا مبالاه وقال : لم أراه معك منذ جئنا الى البيت
قالت لم أشحنه منذ أسبوع
قال : ألن يقلق أصدقائك عليكى ؟
توقفت عن الطعام ونظرت اليه بدهشه فأكمل : لاشك أن لديكى أصدقاء كثيرين هنا .. وفى
أمريكا
قالت بغضب : أفهم تماما ماتقصد ...اطمئن .مازلت أحمل بداخلى فتاه شرقيه من أصول
صعيديه كما أننى ليس لدى أى أصدقاء . كل علاقاتى هنا أو فى أمريكا لم تكن سوى علاقات
عمل وزماله فقط بل كان يغلب عليها النديه والمنافسه
وأنت تعرف أننى أكره الكذب مثلك تماما ..ليس لشئ سوى أننى أعتبر الكذب ضعف ..وأنا لا
أحب أن أكون ضعيفه
تركته وهبت قائمه فقال بهدوء : أنا آسف ..ما كان يجب أن أتحدث هكذا
نظرت اليه بدهشه فلم تكن تتوقع اعتذاره ..هدأت قليلا وجلست ثانية وهى تكمل : أفهم تماما
الصوره التى فى ذهنكم عن المجتمع الأمريكى وكيف أنه يمتلئ بالفساد لكن هذه الصوره
مبتوره فكما أن هناك فساد هناك أيضا علاقات انسانيه واحترام بين الناس كما أنهم يقدسون
العمل ..ان سر تقدم أمريكا أن البقاء فيها للأفضل دون فرق بين رجل أو امرأه لذلك فالكل
يبذل أقصى ما فى وسعه ليكون الأفضل حتى لو تحول الأمر الى حرب..أما هنا ..فالرجل
العربى يعطى لنفسه حقوقا ويحرمها على النساء فالمرأه لا يحق لها أن تعرف أحدا سوى
زوجها .أما الرجل فيحق له أن يفعل أى شئ
ابتسم وقال بهدوء : ولكننا فى جماعتنا نؤمن بأن الله حرم على الرجل أن يعرف امرأة أخرى
سوى زوجته أو حتى ينظر اليها وأظنك قد اختبرتى هذه النقطه بنفسك
لقد أمرنا الله بغض البصر سيدات ورجال وهذه هى المساواه الحقه فى .....جماعتنا
والآن..هل نكمل طعامنا ..أم أذهب لأمى لتطعمنى ؟
ابتسمت ساره لدعابته ولم تدرى فى هذه اللحظه من أين أتتها كل هذه السكينه
كانت تتعجب من نفسها وتتساءل ما سر هذه الثقه والتصديق الذى شعرت به نحو هذا
الشخص الغريب..هل هو كلامه الذى يوافق أفعاله ؟ هل انعكست ثقة والدها فيه وكلامه عنه
عليها؟
هل هى كلمات أختها عن هذا النوع من الرجال الذى يكره الكذب ويحتقر الكاذبين؟
فى كل الأحوال النتيجه واحده ..لقد بدأت تشعر بالثقه والأمان
الحلقة السادسة
تنفس الأب الصعداء بعد ان رحل المأذون وبدأ يهدأ قليلا
اقترب وائل من سماح التى وقفت ساهمه تماما تراقب أختها من بعيد وقال : ألم يكن من
الأفضل أن نتزوج اليوم قبل أن يرحل المأذون؟ اننى أحسد أختك وزوجها
قالت سماح بضيق : وهل هذه زيجه؟ اسكت اسكت ودع الجرح نائم
وائل بدهشه : لماذا؟ ألم تصر عليه أختك برغم معارضة أبيك ؟ ..ألم تكن تحبه؟
قالت باستنكار : تحبه؟ !!! تحب هذا؟
قال : لا تقولى ان والدك أكرهها . فمثل ساره لا يمكن أن يجبرها أى انسان على فعل شئ
ليست مقتنعه به..فهى لا تفعل الا ما فى عقلها فقط ..دعك من هذا الآن وأجيبينى ألن نتزوج؟
سماح بحزن وبصوت أقرب للبكاء : لا . لن أتزوج أبدا. لقد كرهت الزواج
وائل بذهول : ماذا؟
تركته وذهبت الى ساره وجلست بجانبها على الأريكه وقالت باشفاق : ساره ..هل انت
متأكده أنك ستكونين بخير مع هذا الرجل؟
لم ترد عليها . كانت تتابع أباها باهتمام شديد وهو يسير بجوار على متجهين الى حجرة
المكتب ورأسها يجيش بأفكار كثيره مرعبه وآلام رأسها تزداد ضراوه وقسوه
بمجرد أن أغلق اللواء ابراهيم حجرة مكتبه وبعد أن انصرف وائل ومحمد أخو زوجته
الراحله سأل على مباشرة : ألديك شقه؟
على : نعم . لكنها ليست مجهزه بعد . ولكن فى خلال شهرين يمكن أن...
اللواء ابراهيم : لا .لا شهرين ولا حتى اسبوع.ستأخذها معك الآن
على معترضا بدهشه : ولكنى ..
قاطعه بتوتر قائلا : أعلم أنك لست مستعد الآن . لذلك سأقترح عليك حلا . لدى شقه مفروشه
خاليه فى احدى عماراتى . فلتأخذها حتى تتدبر أمرك
قال على باعتراض : لا أستطيع أن ...
قاطعه ثانية بعصبيه : اسمع . أنا أفهم تماما مبدأك . لن أفرض عليك أى شئ . هذا فقط
وضع مؤقت . ساره لن تبقى فى هذا البيت ليلة واحده . خذها معك وتصرف معها كيفما
شئت . حتى لو أخذتها الى بيت أهلك فلن أعترض ولكنى أفضل الا نزعج والدتك يكفى انها
حرمت من فرحتها بأول أولادها لذلك اقترحت عليك هذا الإقتراح ولك أن تسدد الإيجار كيفما
تشاء أو لا تسدده لن أتكلم فى هذا الأمر ...فقط خذها وارحل
نظر على الى اللواء ابراهيم باستنكار ودهشه عظيمه وهو يتعجب من هذا الرجل الذى يريد
أن يتخلص من ابنته ومشكلاتها بهذه الطريقه
.................................................. .
جلست ساره فى سيارة على وكان صداع رأسها قد هدأ قليلا بفعل المسكن الذى تناولته
وطوال الطريق ولم ينظر أحدهما للآخر والصمت الكئيب يلفهما برداءه حتى توقف على أمام
مول كبير للتسوق وكسر حاجز الصمت بقوله : يمكنك أن تشترى كل ماتحتاجين اليه من
هنا . وأول ما سنشتريه هى الملابس وسأختارها لك بنفسى ..كما اتفقنا
اختار على مجموعه من الملابس الطويله الواسعه والطرح ذات الألوان الهادئه المتناسقه ثم
التفت اليها وسألها : ألن تجربيها لتتأكدى من المقاسات؟
هزت رأسها بالرفض صامته دون أن تنظر اليه
اقتربت البائعه من ساره وقالت لها وهى تبتسم : ان زوجك لديه ذوق رفيع فى اختيار
ملابس السيدات ..قليل من الرجال من لديهم ذلك الذوق
تعجبت ساره وتساءلت فى نفسها : كيف عرفت أننا متزوجين؟
ألقت نظره تلقائيه على الإصبع البنصر ليدها اليسرى ذكرتها انها ليس لديها دبلة زواج
اتجها الى قسم المأكولات وقال على بهدوء : اختارى كل الأطعمه التى تريدينها ولكن..
احذرى من الخنزير فعضته مؤلمه
التفتت اليه باستنكار غاضب لكنها تمالكت نفسها بسرعه وقالت بسخريه: اطمئن. مازال
مكتوب فى بطاقة هويتى مسلمه
ابتسم على وقال بهدوء : أظن أننا قد بدأنا نتعارف لتونا
.............................................
منذ أن دخلا الى بيتهما الجديد وساره تجلس وحيده فى غرفتها تفكر فى المأذق الذى وضعت
نفسها فيه ..وذلك الإرهابى ذو اللحية السوداء وانتقامه المنتظر
انتفضت بشده ونظرت الى باب الحجره بتحفز عندما سمعت صوت طرقات هادئه وصوت
على يقول : ساره .. الطعام جاهز . ألن تأكلى؟
توقعت أن يفتح الباب لكنه لم يفعل
استعادة رباطة جأشها وخرجت الى الصاله فوجدته يجلس الى المائده ينتظرها وقد امتلأت
بالطعام . جلست الى المائده لكنها لم تمد يدها الى شئ . كانت تشعر بتوجس وخوف وغصه فى حلقها
سألها بهدوء : ألن تأكلى؟
هزت رأسها بالنفى فهز كتفيه وقال ببساطه : اذا لم تأكلى فلن آكل
مد يده الى الخبز فانتفضت بشده من حركته المفاجئه فترك الخبز وهز رأسه بضيق وقال
بهدوء : انت خائفه .تنتظرين انتقامى؟
متحفزه لما سيفعله ذلك المهووس المتعصب ذو اللحيه السوداء !
حسنا .. سأنتقم ولكن ليس الآن. ولا غدا فغدا الثلاثاء
مط شفتيه وهو يفكروقال : والأسبوع القادم.... مشغول جدا .. ربما الشهر القادم .. لن
أستطيع أن أخبرك الآن فدفتر مواعيدى فى المكتب
زفرت وظهر على وجهها الضيق وهى تقول : أنت تسخر منى
قال ببساطه : وانت تظنينى مهووس . سادى متعطش للإنتقام منك
لان صوته وهو يقول : لو أردت الإنتقام منك لما تزوجتك فلقد منعنا القائد الأعظم لجماعتنا
من الإنتقام من زوجاتنا أو ايذائهن وأنا أحب أن أطيع قائدى لقد أوصانا بزوجاتنا وقال لنا ..
ان الله جل وعلا يقول : ((وخلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمه)) فهل يعقل أن أنتقم من نفسى؟
تنهد وأسند ذقنه الى كفه وهو يكمل بهدوء : وكيف تتحقق السكينه والموده والرحمه اذا
بدأت حياتى الزوجيه بالإنتقام؟
ثم أننى لست على استعداد أن أخوض معركتين فى وقت واحد معركه فى مجال العمل
ومعركه فى البيت..يكفينى ما ألاقيه من مشكلات فى عملى ..
أردف برجاء : هل تأكلين الآن؟ أم انك تظنين أننى دسست لك سما فى
الطعام؟ ..اطمئنى ..سآكل منه قبلك
لأول مره تنظر اليه فلم تجد فى وجهه نظرة الغل والكراهيه التى كانت تنتظرها بل وجدته
يبتسم لها ويتأمل وجهها
سألته بدهشه بعد أن بدأ الأمن يتسلل الى نفسها : أنت تنظر الى
قال وابتسامته تتسع : عفوا لم أقصد أن أضايقك
قالت : لا لم أتضايق ولكن..
لم تعرف ما تقول فكررت : أنت تنظر الى !
قال ببساطه : نعم . فالقائد الأعظم قال يحق للزوج أن ينظر لزوجته ..كما أنك جميله جدا
قالت والدهشه تملأها : لم أكن أنتظر أن أسمع منك هذا
هم أن يرد لكن قاطعه صوت أذان فى ذلك الوقت المتأخر فنهض وأحضر هاتفهه المحمول
الذى كان يصدع بالأذان . فتحه وتحدث متعمدا بصوت عال : السلام عليكم ياحبيبتى اشتقت
اليك كثيرا .. بالطبع فأنا لا أستطيع الإستغناء عنك أبدا
جلس الى المائده وعلى وجهه ابتسامة سعاده كبيره ورمق ساره بطرف عينه ..كانت
ملامحها تنطق بالضيق
قال : لا لن أستطيع المجئ فالظروف تغيرت الآن ...بالطبع سآتى فى أقرب وقت فأنا لا
أستطيع الإبتعاد عنكى أبدا..سأحاول قدر استطاعتى ..اعتنى بنفسك ..السلام عليكم
أغلق الهاتف ووضعه على المائده
قالت ساره وهى تحاول قدر استطاعتها اخفاء ضيقها : يبدو أن الوضع الجديد سبب لك
ارتباكا فى حياتك الشخصيه ..أو ربما أغضب منك بعض المقربين اليك
أشار الى الموبايل وهو يقول بلا مبالاه : لا . لا . ان من أحبهم لا يغضبون منى ابدا
أدارت وجهها الى الجهة الأخرى وهى تنقر باصبعها على المائده بعصبيه . وألقى على نظره
على المائده وقال وهو ينهض : نسيت أن أحضر الزبادى .فأنا أحب تناول الزبادى على
العشاء
ذهب الى المطبخ وترك الهاتف متعمدا على المائده
انتظرت ساره حتى دخل الى المطبخ وأمسكت بسرعه وفضول الهاتف لتعرف ممن كانت آخر
مكالمه
هل عرفت من هى ضرتك؟
انتفضت بشده عندما أتاها صوته الساخر فى أذنها مباشرة .. جلس الى المائده وهو يبتسم
بمرح ويقول : هل بدأت تغارين؟
قالت وهى تحاول أن تخفى ضيقها : لا شك أنك مستاء تماما مما حدث. أقصد من زواجنا
بهذه الطريقه . أعنى ..لأنك أجبرت على الزواج منى
ترك الطعام والتفت اليها وقال بهدوء وهو يبتسم: ساره .اعلمى أنه مامن انسان يستطيع
اجبارى على فعل شئ لا أريد أن أِفعله .لسبب بسيط
وهو أننى مؤمن تماما أننى محاسب على كل كلمه وكل تصرف يصدر عنى . ولن يتحمل
عاقبة تصرفاتى أمام الله سواى
ومن هذا المنطلق فأنا أحسب حساب كل كلمه أو تصرف ..وأفكر جيدا فى كل قرارقبل أن
أتخذه
واذا حيرنى أمر ما فإننى أترك أمرى كله لله ليختر لى ..وأرضى وأسلم باختياره
نظرت اليه ساره بتعجب وصمت ..لكنه تنهد وقال : والآن ..هل نأكل أم أننى سأبيت الليلة
بدون عشاء؟
بدأت تأكل وبدأ الهدوء يغمرها
سألها فجأه : هل أحضرت هاتفك المحمول
فوجئت بسؤاله الذى ذكرها بهاتفها الذى أغلقته ووضعته فى دولاب ملابسها منذ أسبوع
حتى لا يتصل بها جيف أو أى من زملاءها فى المركز
سألته بعد صمت : لا لم أحضره ..لماذا تسأل؟
هز كتفيه بلا مبالاه وقال : لم أراه معك منذ جئنا الى البيت
قالت لم أشحنه منذ أسبوع
قال : ألن يقلق أصدقائك عليكى ؟
توقفت عن الطعام ونظرت اليه بدهشه فأكمل : لاشك أن لديكى أصدقاء كثيرين هنا .. وفى
أمريكا
قالت بغضب : أفهم تماما ماتقصد ...اطمئن .مازلت أحمل بداخلى فتاه شرقيه من أصول
صعيديه كما أننى ليس لدى أى أصدقاء . كل علاقاتى هنا أو فى أمريكا لم تكن سوى علاقات
عمل وزماله فقط بل كان يغلب عليها النديه والمنافسه
وأنت تعرف أننى أكره الكذب مثلك تماما ..ليس لشئ سوى أننى أعتبر الكذب ضعف ..وأنا لا
أحب أن أكون ضعيفه
تركته وهبت قائمه فقال بهدوء : أنا آسف ..ما كان يجب أن أتحدث هكذا
نظرت اليه بدهشه فلم تكن تتوقع اعتذاره ..هدأت قليلا وجلست ثانية وهى تكمل : أفهم تماما
الصوره التى فى ذهنكم عن المجتمع الأمريكى وكيف أنه يمتلئ بالفساد لكن هذه الصوره
مبتوره فكما أن هناك فساد هناك أيضا علاقات انسانيه واحترام بين الناس كما أنهم يقدسون
العمل ..ان سر تقدم أمريكا أن البقاء فيها للأفضل دون فرق بين رجل أو امرأه لذلك فالكل
يبذل أقصى ما فى وسعه ليكون الأفضل حتى لو تحول الأمر الى حرب..أما هنا ..فالرجل
العربى يعطى لنفسه حقوقا ويحرمها على النساء فالمرأه لا يحق لها أن تعرف أحدا سوى
زوجها .أما الرجل فيحق له أن يفعل أى شئ
ابتسم وقال بهدوء : ولكننا فى جماعتنا نؤمن بأن الله حرم على الرجل أن يعرف امرأة أخرى
سوى زوجته أو حتى ينظر اليها وأظنك قد اختبرتى هذه النقطه بنفسك
لقد أمرنا الله بغض البصر سيدات ورجال وهذه هى المساواه الحقه فى .....جماعتنا
والآن..هل نكمل طعامنا ..أم أذهب لأمى لتطعمنى ؟
ابتسمت ساره لدعابته ولم تدرى فى هذه اللحظه من أين أتتها كل هذه السكينه
كانت تتعجب من نفسها وتتساءل ما سر هذه الثقه والتصديق الذى شعرت به نحو هذا
الشخص الغريب..هل هو كلامه الذى يوافق أفعاله ؟ هل انعكست ثقة والدها فيه وكلامه عنه
عليها؟
هل هى كلمات أختها عن هذا النوع من الرجال الذى يكره الكذب ويحتقر الكاذبين؟
فى كل الأحوال النتيجه واحده ..لقد بدأت تشعر بالثقه والأمان
رد: الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة السادسة
قصة جميلة وممتعة
lina- نائب المدير
- عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 22/11/2010
رد: الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة السادسة
اتمنى تكون الى الامام فى متل التفائل الى قمت بها القصة وشكرا الك
الصمت الجريح- مشرفة
- عدد المساهمات : 22
العمل/الترفيه : اسيرة العزاب
المزاج : العيون الساهرة
تاريخ التسجيل : 23/11/2010
رد: الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة السادسة
بجد ردجميل جدن يا عيني
احزان ابو وديع- عضو دهبي
- عدد المساهمات : 65
العمل/الترفيه : طالب
العمر : 31
المزاج : السباحه
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
رد: الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة السادسة
موصوع زي العسل والكلام جميل جدن يا امبرطورالاحزان[b]
احزان ابو وديع- عضو دهبي
- عدد المساهمات : 65
العمل/الترفيه : طالب
العمر : 31
المزاج : السباحه
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
مواضيع مماثلة
» الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة 12
» الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة 11
» الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة السابعة
» الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة الثامنة
» الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة التاسعة
» الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة 11
» الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة السابعة
» الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة الثامنة
» الرجل ذو اللحية السوداء الحلقة التاسعة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 16, 2013 3:42 pm من طرف انسان دمرته الاحزان
» من أقوى اللسان أم القلم
السبت فبراير 16, 2013 3:39 pm من طرف انسان دمرته الاحزان
» ليلة مع الوجع
السبت فبراير 16, 2013 3:37 pm من طرف انسان دمرته الاحزان
» من صمت جراحى أتكلم
السبت فبراير 16, 2013 3:34 pm من طرف انسان دمرته الاحزان
» ليلة باكية فى دكرى الحبيبة
السبت فبراير 16, 2013 3:33 pm من طرف انسان دمرته الاحزان
» الى حبيبتى التى لست اعرفها
السبت فبراير 16, 2013 3:32 pm من طرف انسان دمرته الاحزان
» اروع الاحساس
الخميس فبراير 07, 2013 7:03 pm من طرف اجمل عيون
» اهوااااااهاااااااااااااا
الخميس فبراير 07, 2013 5:19 pm من طرف اجمل عيون
» اهونت عليكى
الخميس فبراير 07, 2013 5:05 pm من طرف اجمل عيون